[
]سلو قلبي غداة سلا وتابا *** لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب *** فهل ترك الجمال له صوابا
وسوى الله بينكم المنايا *** ووسدكم مع الرسل الترابا
وأرسل عائلا منكم يتيما *** دنا من ذي الجلال فكان قابا
نبي البر بينه سبيلا *** وسن خلاله وهدى الشعابا
تفرق بعد عيسى الناس فيه *** فلما جاء كان لهم متابا
وشافي النفس من نزعات شر *** كشاف من طبائعها الذئابا
وكان بيانه للهدي سبلا *** وكانت خيله للحق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى *** أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا
تجلى مولد الهادي وعمت *** بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب *** يدا بيضاء طوقت الرقابا
لقد وضعته وهاجا منيرا *** كما تلد السماوات الشهابا
فقام على سماء البيت نورا *** يضيء جبال مكة والنقابا
وضاعت يثرب الفيحاء مسكا *** وفاح القاع أرجاء وطابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان *** إذا لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزدت قدرا *** فحين مدحتك اقتدت السحابا
سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجابا
وما للمسلمين سواك حصن *** إذا ما الضر مسهم ونابا
كأن النحس حين جرى عليهم *** أطار بكل مملكة غرابا
ولو حفظوا سبيلك كان نورا *** وكان من النحوس لهم حجابا
بنيت لهم من الأخلاق ركنا *** فخانوا الركن فانهدم اضطرابا
وكان جنابهم فيها مهيبا *** وللأخلاق أجدر أن تهابا
]