طفلة المطر

مبحر في ذاتي أطوف بين أحشاء اللغة
أركب سفينتي ابحث عن ميناء يضم آخر رحلاتي
نشتاق إلى دفء المرافئ ، إلى حنين الشواطئ عندما تمتص
جرعات الحزن المتشبثه في عروقنا ،،،
نشتاق إلى صوت أمواج البحر تسبق بعضها
وحدها الذاكرة تحنو بنا إلى الوراء ، إلى ذاكرة الفقد
ذاكرة الفرح ، ذاكرة الحزن والغياب والأرق ؛؛




تلك الطفلة التي شغلت بالي لأسابيع
يتجلى الفجر على راحتيها ،
تقفز حروف اللغة من على وجنتيها
يكتبها الحزن ويلتحف الغياب ،
يكتبها الشوق وتمحيها صور البوماتها
ابتساماتها ، غنجها ودلعها ،
رائحة عطرها التي ما زالت تعبق بالمكان
تلك الطفلة تلك الأنثى التي عندما تشاهدها تقووول ...



الله



وتمضي تلك الحروف في غياهب شكلها ، تفاصيلها
سبحان من صورها وخلقها على أجمل ما تكون
أشعر برغبة عارمة في الحديث عنها
اشعر وكأنها الفرصة الأخيرة لحديثي
قبل أن تسدل ستائر الحفل معلنة عنها ،
سأصرخ كثيرا بأعلى صوتي
قبل أن تسدل الستارة وأبدا حديثي ..!!
سوف أتحجج وأتعلل بصوتي الذي نسيته خلف الستارة
لا أريد لهذا الوقت أن ينتهي ،
شعوري بها يختنق في حنجرتي
تفاصيلها تصيب رئتي بثقوب وأشعر بوخز الدبابيس تؤلمني
أشعر بالإنتفاخ كلما عدّت دقيقة تلو آخرى ،،،
صوتي ذاك الذي يشكو قصة وبالقصة ألف غصة
صوتي ينوء بحكايا تخفق ،
ويترجم وشوشات قلوب تقطعت ..
أشعر وكأني فقدت ملامحي ،
وبدأت أتحسس وجهي كلما نظرت للمرايا
ملامحي تشبه ما كان في حلم ما ..
في خاطرة ما .. في رواية تجسد تلك
الوجوه الضائعة خلف ستائر تحكي أحداثها
قصة أنثى كما لو كانت طفلة ؛؛



أشعر بأني سأفقد روحي بين الفواصل والنقط ،
بين الجمل وعلامات التعجب
لا تجعلي مني أضحوكة للناس يا طفلتي
فإني لا أجيد التمثيل أكثر من هذه اللحظة
بدأت افقد نفسي كلما مرّ الوقت ،
أشعر بالغثيان ومغص شديد في بطني
حسنا حسنا .. سأقول مشاعري بإختصار



ربااااااهـ أشعر بمرارة في فمي




ذات يوم قابلتها وهي في حيرة من أمرها ..
سألتها مابكِ ؟؟ لمَ كل هذا التعجب الذي يقلب على تقاسيم وجهك
قالت : أيهما يلد من الآخر ، هل الحزن يلد الكتابة ؟؟ أو الكتابة تلد الحزن ؟؟
سؤال يفتح آفاق كبيرة قبل الإجابة علية ،
سأطوف كثيرا ، واسرح ، وأشرد بذهني
ربما لم تكن الكتابة وحدها هي من تنتزع الحزن منا طواعية ،
أعتقد هما وجهان لعملة واحدة
الكتابة مزيج من الفقد ، الإحتياج ، الولوج في روح كائن آخر ،
التكور والتقوقع ، الكتابة تعبير
في عيون رجل أصم أبكم ،
تعبير في عيون عجوز مريضه ،
تعبير في عيون طفلة يتيمه ...
ربما تتجاوز الكتابة كل هذه اللغات الصامتة ،
لكنها بالآخر تنحني أمام
لغة الصمت المجنونة ، تلك اللغة التي لا يفهمها إلى المجنون والمهوّس بتلك الفاتنة " كتابة "



أعتقد أنهما خلقا كلا على حده ،
ويموتا مجتمعين مع بعض .. كيف ؟؟
هي هكذا منصة الجسد لا تتسع إلا لشخص واحد ،
أيهما ياتي أولا هو من سيكون الأب للآخر
لكن هذا الذي يأتي متأخرا يكفيه بأن يمد يده للآخر
فيحتويه بكل ما فيه من هموم وحزن وشجن
فلسفتنا بالحياة تختلف مني إلى أخي إلى صدقي إلى أمي وأبي ،
حياتنا أشبه بالقوقعه العالقة بالبحر
من ينتشلها أولا هو الأحق بالدانة المختبئة داخلها
وهذه الدانة هي " أرواحنا " ..!!



أشعر بلوثة عقلية تجتاح تفكيري ،
مذ فقدتكِ وأنا حبيس حجرتي
تنكئ بي الجراح فوق جراحي التي لا تندمل ،
تمزق ما تبقى من جسدي المعصوف
تلك الإنكسارات والخطايا جعلت مني إنسان مقوّس ؛؛
موبوءون نحن بالشوارع والأرصفة التي جلسنا عليها
موبوءون نحن بالجدران التي طالما استندنا على ظهرنا
كلما جنّ الليل وأسدل النهار ستائرة أنشغل بنزع همومكِ
التي جعلتيها جبال شاهقة تعلو على صدري ،،
أنشغل بنزع شظايا فتتّ جسدي ،
جعلت مني إنسان معاق بنزع الهموم
كل ليلة أنشغل بعدّ قطرات المطر ،
أوهل نسيتي المطر ؟؟



آآآآآهـ



وحده المطر المتشكل بكل عذابات الكون ، حزن كان أم فقد
رحم الله أيامك يا بدر شاكر السياب عندما قلت



" أتعلمين أي حزن يبعث المطر "





طويلة بعدكِ رحلة الألم يا طفلتي
فقط كوني بخير دوما

منقـــــول

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع واااااو ادهشني الموضوع جميل بكل ما فيه من كلمات

شكرااا لكـ قلب طفلة

تسلميييين قلب طفله ع ابدااااعتك

..تقبلي مروري..

تسلمين اختي على الموضوع الرائع

ثاانكس عالمرور نورتو صفحتي يا

فري

بي ماين

قمر عمان

باربي

^__^

ثااانكس عالمرور يالغلا نورتي